للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرصوصاً، ولم يستعدّوا لعدوهم الكافر عموماً وخصوصاً، كيف أصبحوا [٤٦/ب] بين يديه جناحاً مقصوصاً، والمال والحريم بأيديهم معدوداً محصوصاً ١، والقلب من أجل فعلتهم إلى الأبد حيراناً منكوصاً ٢، وأصبحت مساجدهم مناصب ٣ للصلبان، واستبدلت مآذنهم) بالنواقس) ٤ بعد الأذان، فلو لم تكن (في الدنيا) ٣ إلاّ هذه الفعلة، لكفت في أئمة المسلمين ورعيّتهم موعظة!.

قال- سيدي- "العربي الفاسي": (لا يبرأ المسلمون من عهدة المدافعة، ونصرة من عجز، إلاّ إذا استفرغوا الوسع في إزاحة الكفّار من المدائن التي أخذوها للمسلمين، (فلو نازلوها فلم تفتح، وجب عليهم معاودتها كلما أمكنهم ذلك، حتى يفتحها الله عليهم، ولا فرق في ذلك بين المدائن المأخوذة للمسلمين) ٦ حديثاً أو قديماً).

لأن الوجوب والتعيين متعلّق بالمسلمين، لا بقيد زمان، ولا مكان، إلاّ أنه: يتعيّن على الحاضر زماناً ومكاناً،- على ما مرّ ترتيبه- فانا لم يفعل لعذر، أو لغير عذر، وجب على غيره ممّن يليه.

كما قاله "ابن عرفة"، عن "المازري": (وترك من تقدم من أئمة المسلمين مدائن الإسلام في أيدي الكفّار، هم بذلك في محل العصيان، لا في محل الاقتداء والاستنان، وقديماً قيل: "أسلك سبيل الهدى، ولا يضرّك قلّة


١ - من أحصى الشيء، أي: عرف قدره. (المعجم الوسيط: ١/ ١٧٩).
٢ - نكص عن الأمر نكصاً، ونكوصاً، ومنكصاً: تكأكأ عنه وأحجم، وعلى عقبيه: رجع عما كان عليه من خير. (الزاوي - ترتيب القاموس المحيط: ٤/ ٣٩٣).
٣ - العود الذي يصلب عليه. (البستاني- فاكهة البستان: ٨٠١).
٤ - في جميع النسخ (بالنواقص)، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه. وهو جمع "ناقوس"، الذي يضربه النصارى لأوقات صلاتهم. (الزاوي - ترتيب القاموس المحيط: ٤/ ٤٢٦).
٥ - ساقطة من "الأصل" والإضافة من "ب" و"ج" و"د".
٦ - ساقطة من "الأصل" والإضافة من "ب" و"ج" و"د".

<<  <   >  >>