للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال حكيم: من الدّلالة على قلة اليقين، أنك تخيَّر يوماً عن خير الدنيا بالنَّسيئة: طمعاً في الربح، طفيفَ رِبْحٍ مع ما فيه من الخطر، وتأبى أن تقرضَ اللهَ درهماً بثمانمائة، مع زَعْمك وقولك إنَّ مستقرضَه مليءٌ وفي هكذا وردت هذه الكلمةُ في محاضراتِ الأدباء، ويظهر أنّها إمّا محرّفة وإما أنّها مُعاظلة وهي على الرغم من ذلك تكاد تكون مفهومةً، فالظّاهر أنّ قائلَها يريد أن يقول: إنَّ ممَّا يدلُّ على قلّة اليقين أنّك لو خُيّرت بين ربحٍ كثيرٍ آجلٍ نسيئةً عند الله، بأنْ تقرضَه مثلاً درهماً بثمانمائة، وبينَ ربحٍ طفيفٍ عاجلٍ في الدُّنيا وقد حُفّ بالخطر،

لاخترت الثاني على الأول، مع زعمك بأن من تقرضُه - وهو اللهُ عزّ وجلّ - مضطلع بمُضاعفةِ القرضِ وتوفيتِك حقَّك وإعطائك إيّاه وافياً. . .

[إصلاح الضمير]

دخل حُمَيْد الطويل على سليمانَ بنِ علي والي البصرة فقال له: عِظني، فقال حُميد: لئن كنت حينَ عصيتَ ربّك ظننتَ أنّه يراك فقد اجترأت على الله، ولئن كنتَ ظننتَ أنّه لا يراك فقد كَفَرْتَ. . . وقالوا: إذا فسدت النيّة وقعت البَليّة، وقال رجلٌ لسيِّدنا رسول الله: لقد سمعناك يا رسولَ اللهِ تقول: شيّبتني هود، فما الذي شيّبك منها؟ قال: قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}. . . ورَوَوْا أن السيدَ المسيحَ صلواتُ الله عليه قال: يا ربِّ، من أشرفُ الناس؟ قال: من إذا خلا علمَ أنّي ثانيه فأجلَّ قدري عن أنْ يُظهرَني على معاصيه. . . ومرَّ