للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب السابع في الشجاعة وعبقرياتهم فيها

وفي الصبر في القتال وسائر ما يتصل بالحرب

ودونَك ما وقع عليه الاخْتيار من عبقريّاتهم في الشجاعة والصبر في الحروب، وسائر ما ينعطف على هذه المعاني وينشعب به القولُ فيها.

وأنت فقد علمت ممّا أسلفنا عليك في باب الصبر أنّ الشجاعةَ لونٌ من ألوانه. ومنْ ثمَّ أردفنا القول على الأبواب السابقة - وهي جميعاً من ألوان الصبر - بالقول على الشجاعة وما إليها.

[حقيقة الشجاعة]

قالوا: الشجاعةُ: فَضيلةٌ بينَ التَّهوُّرِ والجُبْنِ.

وفي الأثر: الشجاعةُ غريزةٌ يضعُها اللهُ فيمَنْ يشاء من عباده.

وسئل بعضهم عن الشجاعة فقال: جِبِلَّةُ نفسٍ أبيَّة.

وقيل لبعضهم: ما الشجاعة؟ فقال: صَبْرُ ساعة.

وقال بعض المجرّبين: الرجالُ ثلاثةٌ: فارسٌ، وشجاعٌ، وبطلٌ؛ فالفارس الذي يشدُّ إذا شدُّوا، والشجاع: الداعي إلى البِرازِ والمجيب داعيَه،