وقال للأنصار:(أنا والله، ما علمتكم إلا لتكثرون عند الفزع وتقلّون عند الطمع)، وقال:(كفى بالمرء حرصاً ركوبه البحر) -. وقال:(لو أنّ لابن آدمَ واديين من مال لابتغى ثالثاً، ولا يُشبع ابنَ آدمَ إلا الترابُ ويتوب الله على من تاب). وقال:(السّخاءُ من الحياء، والحياءُ من الإيمان) وقال: (إن الله جوادٌ يحبُّ الجود). وقال:(أنفق يا بلال، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً).
هذا ما رأينا اختياره من هذه الرسالة الجاحظيّة البارعة الجامعة. ونعود إلى سائر عبقرياتهم في الجود والإحسان.
كلمة عُلْويّة لسيدنا رسول الله
عن أبي سعيد الخُدْريّ رضي الله عنه قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: إنّي أخاف عليكم بعدي ما يُفتح عليكم من زهرةِ الدنيا وزينتِها. . . قال: فقال رجل: أوَيأتي الخيرُ بالشرِّ يا رسولَ الله؟ قال: فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأينا أنّه يُنْزَلُ عليه، فأفاقَ يسمح عنه الرُّحَضاءَ وقال: أين هذا السائل - وكأنّه حَمِدَه - فقال: إنّه لا يأتي