تَسَرَّى فلمّا حاسبَ المرْءُ نفْسَه ... رَأى أنّه لا يسْتقيمُ له السَّرْوُ
تسرّى: أي تكلّف السَّرْوَ، والسَّرْوُ: السخاء وقال شاعر - قيل هو أبو الأسود الدؤلي، وقيل
أنس ابن أبي أنس الليثي:
ليْتَ شِعْري عن أمِيري ما الذي ... غالَهُ في الوُدِّ حتَّى وَدَّعَهْ
لا تُهِنِّي بعْدَ إذْ أَكْرمْتَني ... وشديدٌ عادةٌ مُنْتَزَعهْ
لا يَكُنْ بَرْقُكَ بَرْقاً خُلَّباً ... إنّ خيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ معَهْ
البرق الخلّب: الذي لا مطر معه وفي الحديث: (الخير عادةٌ والشرُّ لجاجةٌ) يقال: لجَّ في الأمر يَلُجُّ ويَلِجُّ لَجاجة ولَجاجاً ولَجَجاً: إذا تمادى عليه وأبى أن ينصرف عنه وهو يعلم أنّه شرٌّ وأن غيره خيرٌ منه وتقول العرب فيمن اصطنع معروفاً ثم أفسده بالمنِّ أو قطعه حين كاد يتمُّ: شوى أخوك حتّى إذا أنضجَ رَمّد رمّد: ألقى الشيء في الرماد.
[شكوى العافين]
من تفضيل بعضهم على بعض في العطاء
قدم على سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدٌ من العرب، فأعطاهم وفضّل رجلاً منهم، فقيل له في ذلك، فقال: كلُّ القوم عِيالٌ عليه.
وأعطى سيدنا رسول الله يوم حُنين المؤلّفةَ قلوبُهم، وكانوا أشرافاً، يتألّفهم ويتألّف بهم قومُهم، فأعطى فيمن أعطى، عيينةَ بن حصن الفزاري، والأقرعَ بن حابس التميمي، أعطى كلاً منهما مائةَ بعير، وأعطى عباسَ بنَ مرداسٍ أباعرَ، وكان كذلك من المؤلفة قلوبُهم، وكان شاعراً، فسَخِطها وقال يعاتب سيدنا رسولَ الله: