ليأكلَ. . . . وقالوا: لا تأكلْ ما تَشْتَهي فَيُصيرَكَ إلى ما لا تشتهي. . . . وفي الحديث:(لا تُكرِهوا مَرْضاكُمْ على الطعامِ والشَّرابِ فإنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ ويَسقيهم). . . . وقالوا: الحِمْيَةُ للصّحيحِ ضارّة، كما أنها للعليلِ نافِعةٌ. . . وقال الرشيد لِلْفَضْلِ: ما أطْيبُ ما في هذهِ الدُّنيا؟ فقال: رَفْضُ الحِشْمةِ وتَرْكُ عِلمِ الطِّبِّ، فلا عيْشَ لمُحْتَشِمٍ ولا لذَّةَ لِمُحْتَمٍ. . . وقالوا: من عرف ما يضُّرهُ ممّا ينفعُه فهْوَ مريض. . . وقال أفلاطون: الموت مَوْتان: طبيعيٌّ وإراديٌّ؛ فالطبيعيُّ مفارقة الرُّوحِ للبَدَن، والإراديُّ منْعُ الأبْدانِ مِنَ الشَّهوات. . . وقالوا: الأبْدانُ التي اعْتادتِ الحِمْية آفتُها التَّخْليط، والأبْدان التي اعْتادتِ التخليطَ آفتُها الحِمْية. . .
شُرْبُ الدَّواء
قال سيِّدُنا رسولُ الله:(مَنِ اسْتَقَلَّ بِدائِه فلا يَتَداوَنَّ، فإنه رُبَّ دواءٍ يُورِّثُ الدَّاء). . . وكانت الحُكماء تَقولُ: إيَّاك وشُرْبَ الدَّواء ما حَمَلَتْ صِحَّتُكَ داءَك. . . وقالوا: مَثَلُ شُرْبِ الدَّواءِ مَثلُ الصّابونِ للثَّوْبِ، يُنقِّيه ولكن يُخْلِقُه ويُبليه. . . وقال أبُقراط: الدَّواءُ مِنْ فوقُ، والدَّواءُ مِنْ تحتُ، والدَّواءُ لا فوق ولا تحت، وفسَّر ذلك مفسِّروه فقالوا: من كان داؤه في بَطنه فوق سُرَّتِه سُقي الدّواء، ومَنْ كانَ داؤه تحتَ سُرَّتِه حُقن، ومن لم يكن به داءٌ لا مِنْ فوق ولا من تحت لم يُسقَ الدَّواء، فإنَّ الدَّواءَ إذا لمْ يَجِدْ داءً يَعمل فيه وجد الصِّحة فَعَمِلَ فيها. . . . . . . .