للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال جرير:

وكنتَ إذا نَزَلْتَ بدارِ قومٍ ... رَحَلْتَ بِخِزْيةٍ وتَركْتَ عارا

وقال:

تَميمٌ بِطُرْقِ اللُّؤمِ أهدى من القَطا ... ولو سَلَكَتْ سُبُلَ المَكارِمِ ضلَّتِ

وقالوا فيمن لا يصلح لخيرٍ ولا شرًّ: فلان أمْلَسُ ليس فيه مستقرٌ لخيرٍ ولا شرّ. وقالوا: فلان ما هو برطب فيُعْصر ولا بيابسٍ فيُكسر. وقالوا: شرُّ الناس الذي لا يتوقَّى أن يراه الناس مسيئاً، وقد تقدّم. وقال الشاعر:

قومٌ إذا خَرجوا مِن سَوْءةٍ وَلَجوا ... في سَوَْءة لم يَخْبَؤوها بأسْتارِ

[الظن]

ولتفشّي الغدرِ والمكر في هذا الناس مَدحوا الاحْتراسَ والحذرَ وسوءَ الظّنِّ بالناس. قيل لبعضهم: ما الحزْمُ؟ قال: سوءُ الظَّنِّ بالناس. وقال الشاعر الببَّغاء:

وأكثرُ مَنْ تَلْقى يَسُرُّك قَوْلُه ... ولكِنْ قليلٌ مَنْ يَسرُّك فِعْلُهُ

وقَدْ كانَ حُسْنُ الظَّنِّ بَعْضَ مَذاهِبي ... فأدَّبَني هذا الزَّمانُ وأهْلُهُ

وقالوا عليك بسوء الظنِّ، فإنْ أصابَ فالحَزْمُ، وإن أخطأ فالسَّلامة. وقال بعضهم: إن قوله تعالى: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}: دلالةٌ على أنَّ جُلَّه صَوابٌ. وقال عبد الملك بن مروان: فرقُ ما بين عُمَرَ وعثمانَ أنَّ عُمَرَ أساءَ ظَنَّه فأحْكَمَ أمْرَه، وأنَّ عثمانَ أحْسنَ ظنَّه فأهْملَ أمْرَه. وقيل