للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتَعْرِفُ عبدَ المَلِكِ؟ قال: نَعَمْ، جائِر بائِر، قال: ويحك أنا عبدُ الملك! قال: لا حيَّاك اللهُ ولا بيّاكَ ولا قرَّبك، أكلْتَ مالَ الله، وضيَّعْتَ حُرْمتَه، قال: وَيْحك أنا أضرُّ وأنفعُ، قال: لا رزقني الله نفْعَك ولا دَفَعَ عنِّي ضُرَّك، فلَمَّا وَصَلَتْ خيلُه عَلِمَ صِدْقَه، فقال: يا أميرَ المؤمنين، اكْتُمْ ما جرى فالمَجالِسُ بالأمانة. . . . .

[استعفاء من زعم أن ذنبه كان خطأ]

قال غلام هاشميٌّ أراد عمُّه أن يجازيَه بسَهْوٍ منه: يا عمِّ، إنّي قد أسأتُ وليس معي عقلي فلا تُسيءْ ومعك عقلُك. . .

وقال المتنبي:

وعينُ المخطِئينَ هُمُ ولَيْسوا ... بأوَّلِ مَعْشَرٍ خَطِئوا فَتابوا

وأنْتَ حَياتُهمْ غَضِبَتْ عَليْهمْ ... وهَجْرُ حَياتِهمْ لهُمُ عِقابُ

وما جَهِلَتْ أياديكَ البَوادي ... ولكنْ رُبَّما خَفِيَ الصَّوابُ

وقال أبو تمام:

فإنْ يكُ جُرْمٌ عَنَّ أوْ تكُ هَفْوةٌ ... على خَطَأٍ مِنّي فَعُذْري على عَمْدِ

والأصل في هذا المعنى قولُ سيّدنا رسول الله: (رُفِعَ عن أمَّتي الخَطأُ والنِّسيانُ وما

اسْتُكْرِهوا عليه) وقال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}