للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وراجَعَ الشَّمسَ نورٌ كانَ فارقَها ... كأنّما فَقْدهُ في جِسْمها سَقَمُ

قوله: وزال عنك إلى أعدائك الألم: إنما هو خبر وليس دعاءً، يريد: أنّ أعداءه تُؤلمهم عافيتُه لعوده بعد ذلك إلى غزوهم، كما أشار إلى ذلك في البيت التالي. وانهلّت: سالت، والديم جمع ديمة وهي: المطر الدائم في سكون. يقول: كانت الغاراتُ على بلاد الروم قد انقطعت فلمّا شُفي وصحَّ اتصلت الغاراتُ عليها، فكأنّ الغارات كانت عليلةً بعِلّته ثم صحّت بصحّته، وسُرَّت المكارمُ بصحّته لأنه صاحبُها، وكانت الأمطار منقطعةً فلما شُفي صادف اتصالُها شفاءَه، ويقول في البيت الثالث: إن الشمس فقدت بهجتَها في عيون أوليائِه لاغْتِمامِهم لعلّته فلمّا شُفي عاد إليها حسنُها

[تفدية المريض]

قال البُحتريُّ:

بأنْفُسِنا لا بِالطَّوارِفِ والتُّلْدِ ... نَقيكَ الّذي تُخفي مِنَ الشَكْوِ أو تُبدي

بِنا معشرَ العافينَ ما بِك من أذًى ... فإنْ أشْفَقوا ممّا أقولُ فَبي وحْدي

الطوارف: جمع طارِفة مؤنث طارف وهو المال المُسْتَحدث وعكسُه التُلْدُ وهو المالُ القديم، والشكوُ مصدر شكا كالشكوى والشكاة، والعافي طالب المعروف، وأشْفَقوا: خافوا

وقال آخر:

يا ليْتَ عِلّتَه بي غيرَ أنّ له ... أجرَ العليلِ وأنِّي غيرُ مأجورِ