للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يعمل العملَ الحكيمَ فتقتدي به. وقال آخر، أخذُ المرءِ نفسَه بِحُسْنِ الأدَبِ تأديبٌ لأهْله.

ومن هذا يقول محمود الوراق:

رأيْتَ صلاحَ المرءِ يُصْلِحُ أهْلَه ... ويُعْديهم داَء الفَسادِ إذا فَسَدْ

التلطّف واللين في الوعظ

تصدّى رجُلٌ للرشيد فقال: إنِّي أريد أن أغْلِظَ عليكَ في المَقال، فهل أنْتَ مُحْتمل؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى أرسل من هو خيرٌ منك إلى مَنْ كانَ شرّاً مني، وأمَرَه باللين، فقال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}

وقالوا: واجِبُ مَنْ يَعِظُ أن لا يَعْنُفَ، ومَنْ يُوعظ أن لا يأنف.

[الحث على الاتعاظ]

قالوا: السعيدُ مَن وُعِظ بغيره والشَّقيُّ من وُعِظَ به غيرُه. وقالوا: مَنْ لمْ يتَّعظ بغيره وَعظ الله به غيرَه

وعظ مَنْ لا يتعظ

قالوا: لا ينجح الوعْظُ في القلوب القاسية، كما لا يزكو البَذر في الأرض الجاسية. وقالوا: صَقْلُك سَيفاً ليس له سِنْخٌ تَعَبٌ، وبذرُك أرضاً سَبِخةً نَصَبٌ.