للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَلا بُدَّ مِنْ قَتلي لَعلّكَ فيهِمُ ... وإلا فَجُرْحٌ ليسَ يَكْني عَنِ العَظْمِ

فلمّا أبى أرْسَلْتُ فَضْلَةَ ثَوْبِه ... إليهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِعَزْمٍ ولا حَزْمِ

فلَمّا رَمانيها رَميْتُ سَوادَه ... ولا بُدَّ أنْ تَرْمي سَوادَ الذي يَرْمي

فبِتْنا على لَحْمٍ من القوم غودِرَتْ ... أسِنَّتُنا فيهِ وباتوا على لَحْمِ

وكانَ صَريعَ الجَهْلِ أوَّلَ وَهْلةٍ ... فبُعْداً لَه مُخْتارَ جَهْلٍ على عِلْمِ

[الحرب تصيب جانيها وغير جانيها]

العربُ تقول: الحَرب غَشومٌ، لأنها قد تنال غيرَ جانيها.

وتقول:

وليس يَصْلى بنارِ الحَرْبِ جانيها

وأصْبَحَ مَنْ لَمْ يَجْنِ فيها كَذي الذَّنْبِ

وقال الحارث بن عبَّاد:

قَرِّبا مَرْبِطَ النَّعامةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عَنْ حِيالِ

لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِها عَلِمَ اللهُ وإنِّي بِحَرِّها اليَوْمَ صالِ

قَرِّباها فإنَّ كَفِّيَ رَهْنٌ ... أنْ تَزولَ الجِبالُ قبلَ الرِّجالِ

النّعامة: فرسُه، ولَقِحَتْ: حَمَلَت، وحَرْبٌ لاقِحٌ؛ مثلٌ بالأنْثى الحامل، وعن حيال: بعدَ حيال، أي بعد أن لم تَحْمِلْ، وصَلي بالنار: قاسى حرَّها أو احترق بها

وقال ابن الرُّومي:

رأيْتُ جُناةَ الحَرْبِ غيرَ كُفاتها ... إذا اخْتَلَفَتْ فيها الرِّماحُ الشَّواجِرُ