الكوفةِ فقال: السّلامُ عليكم أهلَ الدِّيارِ المُوْحِشة، والمَحالِّ المُقْفرة، أنتم لنا سلفٌ ونحن لكم تَبَعٌ، أمّا الأزواجُ فقد نُكِحَتْ، وأمّا الدِّيارُ فقد سُكِنَتْ، وأمّا الأموالُ فقد قُسِمَت، هذا خبرُ ما عِندنا، فما خبرُ ما عِندَكم؟ ثُمَّ التفت إلى أصحابِه فقال: أما إنّهم لَو تكلَّموا لقالوا: إنّا وجَدْنا خيرَ الزاد التقوى.
استدلال الإنسان على موتِه بمن مات من أهله
قال أبو نواس من أبياتٍ قد أورَدْناها عليك في باب التقوى:
ألا يا ابْنَ الذين فَنُوا وماتوا ... أمَا واللهِ ما ماتوا لتَبْقَى
وقال بعضُ الصّالحين: إنّ امْرأً ما بينه وبين آدمَ أبٌ إلا مَيِّتٌ لَمُعْرِقٌ في الموت. . . وقال لبيد:
ألا كلُّ شَيْءٍ ما خَلا اللهَ باطِلُ ... وكلُّ نعيمٍ لا مَحالةَ زائِلُ
وكُلُّ أُناسٍ سوف تَدْخُلُ بينَهم ... دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرُّ مِنها الأنامِلُ
وقوله: فإن أنت لم تصدقك. . البيت يقول: إنْ لََمْ تَصْدُقك نفسُك عن هذه الأخبار، بل كذَبَتْك، فانْتَسِبْ: أي قُلْ: أين فلانُ بن فلان، فإنّك لا ترى أحداً بقِي، ولعلك تهديك القرونُ وترشدُك، وقوله: فإن لم تجد. . . البيت