للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كُلاًّ بَلَوْتَ فلا النَّعْماءُ تُبْطِرُني ... ولا تَخَشَّعْتُ مِنْ لأوائِها جَزَعا

لا يَمْلؤ الهَوْلُ صَدْري قَبْلَ مَوْقِعه ... ولا أضيقُ بهِ ذَرْعاً إذا وَقَعا

على طرق يُروى: على خلق، والفظع: مصدر فَظُع الأمرُ فَظاعة: اشتدَّ وشَنُع وجاوز المِقدار، وتُبْطِرني: تحملني على البَطَرِ، وهو: الطُّغْيانُ في النّعمة، واللأواء: الشدّة والمَشَقّةُ وضيقُ العيش، وقوله: لا يملؤ الهول. . . البيت من أحسن ما قيل في الشجاعة وقال الحطيئة من أبيات يمدح بها بعض الأجواد:

فَتًى غَيْرُ مِفراحٍ إذا الخَيْرُ مَسَّهُ ... ومِنْ نائِباتِ الدَّهْرِ غَيْرُ جَزوعِ

وذاكَ فَتًى إنْ تاتِهِ في صَنيعةٍ ... إلى مالِهِ لا تأتِهِ بِشَفيعِ

الصنيعة: اسم لكل ما تسديه من إحسان يد وصلة معروف

وأنشدوا:

إذا اشْتَملَتْ على اليأسِ القُلوبُ ... وضاقَ بِما بهِ الصَّدْرُ الرَّحيبُ

وأوْطنَتِ المَكارِهُ واطْمَأنَّتْ ... وأرْسَتْ في مَكامِنِها الخُطوبُ

ولَمْ تَرَ لانْكِشافِ الضُّرِّ وَجْهاً ... ولا أغْنى بِحيلَتِه الأريبُ

أتاكَ على قُنوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ ... يَمُنُّ بهِ اللَّطيفُ المُسْتَجيبُ

وكلُّ الحادِثاتِ وإنْ تَناهَتْ ... فَمَقْرونٌ بها الفَرَجُ القَريبُ

[أبيات حكيمة]

وإليك أبياتاً حكيمةً لشاعرٍ جاهِليٍّ قديمٍ يُسمَّى: الأضبط بن قُريع بن عوف بن كعب بن سعد، رهط الزِّبْرِقانِ بن بدر، وهو الذي أساء قومُه