للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا قِيلَتِ العَوْراءُ أَغْضَى كأنَّه ... ذَليلٌ بِلا ذُلٍّ ولَوْ شاَء لاَنْتَصَرْ

ولمّا رأى المَجْدَ استُعِيرَتْ ثِيابُه ... تَرَدَّى رِداءً واسِعَ الذِّيلِ وائْتَزَرْ

فقلتُ له خَيراً وأَثنَيْتُ فِعْلَه ... وأَوْفاكَ ما أَسْدَيْتَ مَن ذَمَّ أوْ شَكَرْ

السيما والسيميا والسيماء والسيمياء: العلامةُ يُعرف بها الخير والشر، وقوله: لا تَشُقُّ على البصر يريد: لا تؤذيه بل يُسرُّ بها، والثُّرَيّا: من الكواكب كثيرةُ الأنْجم مع صغر مرآتها،

والشِّعْرى يريد بها الشعرى العَبور، وهو كوكب نيِّر خلفَ الجوزاءِ يطلع في صميمِ الحرّ. والعوراء: الكلمةُ القبيحةُ، وأغضى: أطبق أجفانَه حياءً ونُبْلاً، واستعيرت ثيابه: كنى بذلك عن قلة الأمجاد.

[العجز عن الشكر]

قال بعضهم:

أَيادِيَ لا أسْطيعُ كُنْهَ صِفاتِها ... ولوْ أنَّ أعضائي جميعاً تَكلَّمُ

وقال آخر:

ولوْ أنّ لي في كلِّ مَنْبِتِ شَعْرةٍ ... لِساناً يَبُثُّ الشُّكْرَ فيكَ لقَصَّرا

وقال بعضهم: شكري لا يقعُ من نِعَمه الظاهرة: موقعَ النُّقْطةِ من الدائرة. وقال أبو نُواس:

قد قلتُ للعبّاسِ مُعْتذِراً ... عن ضَعْفِ شُكْرِيِه ومُعْتَرِفا

أنْتَ امْرُؤٌ جَلّلْتَني نِعَماً ... أوْهَتْ قُوَى شُكرِي فقد ضَعُفا

فإليِكَ مِنِّي اليومَ تقْدِمَةً ... تَلْقاكَ بالتَّصْريحِ مُنْكَشِفا

لا تُسْدِيَنَّ إليَّ عارِفةً ... حتّى أقومَ بشكرِ ما سَلَفا