ولا تودِعُ الأسْرارَ قلبي فإنّما ... تَصُبَّنَّ ماءً في إناءٍ مُثلَّمِ
وقال رجلٌ لصديقٍ له: أريدُ أنْ أفشيَ إليك سِرّاً تَحْفَظُه، فقال: كلا لستُ أشْغَلُ قلبي بِنَجْواكَ، ولا أجْعلُ صَدْري خِزانَةَ شَكْواك، فيُقْلِقَني ما أقْلَقَك، ويُؤَرِّقَني ما أرَّقَك، فتبيتَ بإفشائِه مُسْتَريحاً ويبيتَ قلبي بِحَرِّه جَريحاً. . . ولَعَمْري ما أصدقَ هذا وأكثرَه انطباقاً على الواقعِ! وفي الحقِّ أن هذا وأمثالَه يجبُ أنْ يكونَ عِظةً لِمَنْ لا يُطيقونَ كِتْمانَ أسْرارِهِمْ
الرُّخصة في إفشاء السرّ إلى الصديق
قال بعض الشعراء:
وأبْثَثْتُ عَمْراً بَعْضَ ما في جَوانِحي ... وجَرَّعْتُه مِنْ مُرِّ ما أتَجَرَّعُ
فلا بُدَّ مِنْ شَكْوى إلى ذي حَفيظةٍ ... إذا جَعَلَتْ أسْرارُ نَفْسي تَطَلَّعُ