للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتبجِّح بإظهار أسرار أصدقائه

قالَ أعْرابيٌّ:

ولا أكْتُمُ الأسْرارَ لكنْ أنُمُّها ... ولا أدَعُ الأسْرارَ تَغلي على قلْبي

وإنَّ قليلَ العَقلِ مَنْ باتَ لَيْلَه ... تُقلِّبُه الأسْرارُ جَنْباً إلى جَنْبِ

وقال آخرُ:

ولا تودِعُ الأسْرارَ قلبي فإنّما ... تَصُبَّنَّ ماءً في إناءٍ مُثلَّمِ

وقال رجلٌ لصديقٍ له: أريدُ أنْ أفشيَ إليك سِرّاً تَحْفَظُه، فقال: كلا لستُ أشْغَلُ قلبي بِنَجْواكَ، ولا أجْعلُ صَدْري خِزانَةَ شَكْواك، فيُقْلِقَني ما أقْلَقَك، ويُؤَرِّقَني ما أرَّقَك، فتبيتَ بإفشائِه مُسْتَريحاً ويبيتَ قلبي بِحَرِّه جَريحاً. . . ولَعَمْري ما أصدقَ هذا وأكثرَه انطباقاً على الواقعِ! وفي الحقِّ أن هذا وأمثالَه يجبُ أنْ يكونَ عِظةً لِمَنْ لا يُطيقونَ كِتْمانَ أسْرارِهِمْ

الرُّخصة في إفشاء السرّ إلى الصديق

قال بعض الشعراء:

وأبْثَثْتُ عَمْراً بَعْضَ ما في جَوانِحي ... وجَرَّعْتُه مِنْ مُرِّ ما أتَجَرَّعُ

فلا بُدَّ مِنْ شَكْوى إلى ذي حَفيظةٍ ... إذا جَعَلَتْ أسْرارُ نَفْسي تَطَلَّعُ