للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُغلُّ له: أي يعطي الطبيب من الغَلّة - وهي الدخل - مالا يعطيه لصاحبه، وذلك أنّ حمْلَ الغصن الواحد من كل شجرة مشمش من أشجار ذلك البستان إذا أكله إنسان فإنّه ينقلب مريضاً فيلجأُ إلى الطبيب

[الحمى]

قال المتنبي:

وزائِرَتي كأنَّ بِها حَياءً ... فلَيْسَ تَزورُ إلا في الظَّلامِ

بَذَلْتُ لَها المَطارِفَ والحَشايا ... فَعافَتْها وباتَتْ في عِظامي

يَضيقُ الجِلْدُ عِنْ نَفْسي وعَنْها ... فَتُوسِعُه بأنْواعِ السَّقامِ

إذا ما فارَقَتْني غَسَّلَتْني ... كأنَّا عاكِفانِ على حَرامِ

كأنَّ الصُّبحُ يَطْرُدها فَتَجْري ... مَدامِعُها بأرْبعةٍ سِجامِ

أراقِبُ وَقْتَها مِنْ غَيْرِ شَوْقٍ ... مُراقَبَةَ المَشوقِ المُسْتَهامِِ

ويَصْدُقُ وَعْدُها والصِّدقُ شَرٌّ ... إذا ألْقاكَ في الكُرَبِ العِظامِ

وقوله: وزائرتي. . . البيت يقول: إنّ الحمُّى التي كانت تأتيه ليلاً، كأنّها حَيِيَّةٌ فليست تزورُ إلا في الليل. . . والمطارِف في البيت الثاني: جمع مُِطْرَف وهي: أرْديةٌ مُربَّعةٌ من خَزٍّ في جنبها علمانِ، والحشايا جمع حَشيّة: ما حُشِي من الفرش مما يُجْلَس عليه، يقول: إنّ هذه الزائرة - الحُمّى - لا تُبيت في الفِراش وإنما تَبيتُ في عظامي. وقوله: يضيق الجلد. البيت يقول: يضيق جِلْدُه فلا يَسعها ولا يَسَعُ أنفاسي التي أتنفّسها، وهي مع ذلك تذهب بِلَحْمي فتوسِعُ جلدي بما تُورد عليه من ضُروبِ السقم، وقوله: إذا ما فارقتني غسّلتني. . . يقول: إنه يَعْرَق عِنْدَ فراقها، فكأنّها