للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خَشاشُ الطيرِ أكْثرُها فِراخاً ... وأمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزورُ

ضِعافُ الأسْدِ أكْثرُها زَئيراً ... وأصْرمُها اللَّواتي لا تَزيرُ

وقَدْ عَظُمَ البعيرُ بِغيرِ لُبًّ ... فلَمْ يَسْتَغْنِ بالعِظَمِ البَعيرُ

يُنَوَّخُ ثُمّ يُضْربُ بالهَراوى ... فلا عُرْفٌ لَدَيْهِ ولا نَكيرُ

يُقَوِّدُه الصَّبِيُّ بكلِّ أرْضٍ ... ويَنْحَرُه على التُّرْبِ الصَّغيرُ

فما عِظَمُ الرِّجالِ لَهُمْ بِزَيْنٍ ... ولكِنْ زَيْنُهُمْ كَرَمٌ وخَيْرُ

[في الموت]

قال المتنبي في الموت:

وما المَوْتُ إلا سارِقٌ دَقَّ شَخْصُه ... يُصولُ بِلا كَفٍّ ويَسْعى بِلا رِجْلِ

ومن غريب ما قيل في مَدْحِ المَوْت قولُ ابنِ الرّوميّ:

قَدْ قُلْتُ إذْ مَدَحوا الحَياةَ فأكْثَروا ... لِلْموتِ ألْفُ فَضيلةٍ لا تُعْرفُ

فيها أمانُ لِقائِه بِلِقائِه ... وفِراقُ كُلِّ مُعاشِرٍ لا يُنْصِفُ

أقول: لعل ابنَ الرومي يريد أن يقول: إنّ للموتِ مزايا لا تُحصى، وقلّ مَنْ يعرفها، ولو لم يكن فيها إلا أننا بلقاء الموت نظفر بلقاء المرئي - وناهيك بفضائله - وبفراق غيره من المعاشرين القليلي الإنصاف لكان في ذلك الفضل كله للموت، وقال المتنبي: