للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتاني عائِرُ الأنْباءِ تَسْري ... عَقارِبُه بِداهِيةٍ نآدِ

فيا خَبَراً كأنَّ القلبَ أمسى ... يُجَرُّ به على شَوْكِ القَتادِ

وقال البحتري:

عَذيري مِنَ الأيَّامِ رَنَّقْنَ مَشْربي ... ولقَّيْنَني نَحْساً مِنَ الطَّيْرِ أشْأما

وأكْسَبْنَني سُخْطَ امْرِئٍ بِتُّ مَوْهِناً ... أرى سُخْطَه ليلاً مع الليلِ مُظلِما

من اسْتَعْفى واسْتَوهب معاً

أخذ مصعب بنُ الزبير رجلاً من أصْحابِ المختار، فأَمَرَ بِضَرْبِ عُنقِه، فقال: أيّها الأمير، ما أقْبحَ بكَ أنْ أقومَ يوم القيامةِ إلى صورتك هذه الحسنة، ووجْهِك هذا الذي يُستضاء به، فأتعلَّقَ بأطْرافِك وأقول: أي ربِّ سلْ مُصْعَباً فيمَ قتلني، قال: أطلقوه، قال: اجْعلْ ما وَهَبْتَ لي من حياتي في خَفْض، قال: أعطوه مائةَ ألفٍ، قال: بأبي أنت وأمِّي، أشْهدُ اللهَ أن لابن قيس الرقَيَّات منهما خمسينَ ألفا، قال: ولم؟ قال: لقوله فيك:

إنّما مُصْعَبٌ شِهابٌ مِنَ اللهِ تَجلَّتْ عَنْ وَجْهِه الظَّلماءُ

مُلْكُه مُلكُ رحمةٍ ليس فيه ... جَبَروتٌ يُخْشى ولا كِبْرياءُ

يَتَّقي اللهَ في الأمورِ وقدْ أفْ ... لَحَ مَنْ كانَ همَّه الاتِّقاءُ