يقعُ الوتر، وقوله: فأندر ذنبه: أي أسقطه، وقد ندر الشيء يندُرُ نُدوراً: سقط أو سقط من جوف شيءٍ أو من بين أشياء فظهر، ومنه نوادر الكلام وهي ما شذَّت وخرجت عن جمهوره فظهرت. وقوله: ولا أرغبَ جوفاً: من الرُّغب وهو: سعة البطن وكثرة الأكل
[حلم وأدب وسمو خلق]
روى المبرِّد: أنَّ رجلاً من أهل الشام قال: دخلت المدينة، فرأيت رجلاً راكباً على بغلةٍ لم أرَ أحسنَ وجهاً ولا سمتاً ولا ثوباً ولا دابةً، منه! فمال قلبي إليه، فسألت عنه فقيل لي: هذا الحسن بن عليِّ بن أبي طالب، فامتلأ قلبي له بُغْضاً وحَسَدْتُ علياً أن يكون له ابن مثلُه! فصرت إليه، فقلت له: أَأَنْتَ ابن أبي طالب؟ فقال: أنا ابن ابنه، فقلت فبِك وبأبيك أسبُّهما، فلما انقضى كلامي قال لي: أحْسِبك غريباً! قلت: أجل قال: فَمِلْ بنا فإن احتجت إلى منزلٍ أنزلناكَ، أو إلى مال آسيناك، أو إلى حاجةٍ عاوَنّاك، قال: فانصرفت عنه ووالله ما على الأرض أحدٌ أحبُّ إليَّ منه. . . وقال رجل لرجلٍ من قريش: إني مررت بقوم من قريش يشتمونك شتماً رَحِمْتك منه! قال القُرشي: أفسمعتني أقول إلا خيراً؟ قال: لا، قال: إياهم
فارْحَمْ. . . وقال ابن مسعود: إن الرجل ليظلمني فأرْحمه! وقال رجل للشَّعبيِّ كلاماً أقذعَ له فيه، فقال له الشَّعبيُّ: إن كنْتَ صادِقاً فغفر اللهُ لي، وإن كنت كاذِباً فغفرَ اللهُ لك. . . ويُرْوى أنه أتى مَسْجداً، فصادفَ فيه قوماً يغتابُونَه، فأخذ بِعَضادَتي البابِ ثم تمثل بقول كثير عزِّة: