وأنّي شقيٌّ باللّئامِ ولا ترى ... شقيّاً بِهِمْ إلا كريمَ الشَّمائِلِ
وقد تقدم.
وقالوا: كفى بالمرء شَرَّاً أن لا يكونَ صالِحاً وهو يقع في الصالحين. وبلغ الأحنفَ بن قيس أنّ رجلاً يغتابه فقال: عُثَيْثةٌ تقْرِضُ جلداً أمْلسا. . . عُثَيْثةٌ تصغير عُثّة وهي دُويبةٌ تلْحَسُ الثياب والصوفَ وأكثرُ ما تكون في الصوف، وهذا مثلٌ قد يُضرب للرجل يَجتهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدرُ عليه
ومما يتصل بهذا قولهم:
وما زالَتِ الأشْرافُ تُهْجى وتُمْدح
وقولهم: إنّما الغيبةُ تلقيحُ الشَّرَفْ
[من رمى غيره بعيبه]
من هذا قولهم: رَمَتْني بِدائِها وانْسَلَّتْ
وقولهم: عيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرة ونَسي بُجَيْرٌ خَبَرَه. قال المفضّل الضّبّي: بُجَيْرٌ وبُجَرةٌ كانا أخوين في الدّهر القديم ولهما قصةٌ ذكرها، وقال الأزهري بُجَيْرٌ تصغير الأبجر وهو الناتِئ السُّرّة والمصدر: البُجْرُ فالمعنى: أن ذا بُجَيْرةٍ في سُرّته عيَّر غيرَه بما فيه وقول السيد المسيح ما معناه: أتُبْصِرُ القذاةَ في عين أخيك وتدعُ الجِذْعَ المُعْتَرِضَ في حَلْقك!