واللهُ لا يَدْعُو إلى دارِه ... إلاّ مَنِ اسْتَصْلَحَ مِن ذِي العِبادْ
والمَوْتُ نَقَّادٌ على كَفِّه ... جَواهِرٌ يَختارُ مِنْها الجِيادْ
والمَرْءُ كالظِّلِّ، ولا بُدَّ أنْ ... يَزولَ ذاكَ الظِّلُّ بَعْدَ امْتِدادْ
لا تَصْلُحُ الأرْواحُ إلاّ إذا ... سَرَى إلى الأجْسادِ هذا الفَسادْ
أرْغَمْتَ يا مَوْتُ أُنوفَ القَنَا ... وَدُسْتَ أعْناقَ السُّيوفِ الحِدادْ
وقال شاعر:
فَلا تَجْزَعَنْ مِنْ مَوْتِه وهْو ناشِئٌ ... ولا يُنْكِرَنْ هذا مَنْ جَرَّبَ الدَّهْرَا
فكلُّ طَويلِ المَجْدِ يَقْصُرُ عُمْرُه ... كذاكَ سِباعُ الطَّيْرِ أقْصَرُها عُمْرَا
[إنكارهم الشماتة في الموت]
قال عدي بن زيد العِبادي:
أيُّها الشَّامِتُ المُعَيِّرُ بالدَّهْ ... رِ أَأَنْتَ المُبَرَّأُ المَوْفورُ
أمْ لَدَيْكَ العَهْدُ الوَثيقُ مِن الأيّ ... امِ بلْ أنْتَ جاهِلٌ مَغرورُ
وقد تقدَّمت هذه الأبيات. . . وقال شاعر:
تَمنَّى رِجالٌ أنْ أموتَ وإنْ أمُتْ ... فتِلْكَ سَبيلٌ لَسْتُ فيها بأَوْحَدِ
ولمّا مات الحسنُ بن عليِّ بنِ أبي طالب رضي الله عنهما دخل عبدُ الله بنُ عبّاس على
معاويةَ، فقال له معاويةُ: يا ابنَ عباس، مات الحسنُ بنُ علي؟ قال: نَعَمْ، وقد بلغني سُجودُك، أما واللهِ: ما سَدَّ جُثمانُه حُفْرَتَك، ولا زادَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute