دحسَ بين القومِ: أفسدَ بينهم، وخَنسوا: أخْفَوا، يريد: إنْ فعلوا الشرَّ من حيث لا تعلمه وقد تقدّمت هذه الأبيات
وقال المتوكل الخليفة العباسي لأبي العيناء: ما بقي أحدٌ إلا اغتابك! فقال:
إذا رَضِيَتْ عنّي كِرامُ عَشيرَتي ... فلا زالَ غَضْباناً عليّ لِئامُها
وقيل لرجل: فلانٌ يغتابك: فقال: دَعْني يَستَرْفعْني اللهُ بذلك، فمن أكثرتِ الناسُ فيه الوقيعةَ رفعَه اللهُ، وإنَّ بني أميّة مازالوا يشتُمون عليَّ بن أبي طالب ستينَ سنةً فلم يزدْه اللهُ إلا رِفْعةً. وقيل لآخر ذلك فقال:
ولَمْ يَمْحُ مِنْ نورِ النَّبيِّ أبو جَهْلِ
وقيل لآخر مثله فقال: لا ضَيرَ، إنّه أراد أن يمتحن ودّي. . .
ذم ناقص يغتاب فاضِلاً
قال المتنبي:
وإذا أتَتْك مَذَمّتي من ناقِصٍ ... فهْيَ الشهادةُ لي بأنّيَ كامِلُ
وقبله يقول أبو تمام:
لقد آسَفَ الأعْداَء فضلُ ابْنِ يوسفٍ ... وذو النَّقصِ في الدُّنيا بذي الفَضْلِ مُولَعُ
وقبل أبي تمام يقول مروان بن أبي حفصة:
ما ضرَّني حَسدُ اللئامِ ولم يَزلْ ... ذو الفَضْلِ يحسدُه ذوو التَّقْصيرِ
وأصل هذا المعنى من قول الطِّرمّاح بن حكيم:
لقد زادَني حُبَّاً لنفسي أنَّني ... بَغيضٌ إلى كلِّ امْرئٍ غيرِ طائِلِ