للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هَنيئاً مَرِيئاً غَيْرَ داءٍ مُخامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أعْراضِنا ما اسْتَحلَّتِ

وقال محمود الورّاق:

إني شَكَرْتُ لِظالمي ظُلْمي ... وغَفَرْتُ ذاك له على عِلْمي

ورَأيْتُه أسْدى إليَّ يَداً ... لمّا أبانَ بِجَهْلِه حِلْمي

رَجَعَتْ إساَءتُه علَيْه وإحْ ... ساني فَعادَ مُضاعَفَ الجُرْمِ

وغَدَوْتُ ذا أجْرٍ ومَحْمَدَةٍ ... وغَدا بِكَسْبِ الظُّلمِ والإثْمِ

فَكأنَّما الإحْسانُ كانَ لهُ ... وأنا المُسيءُ إليهِ في الحُكْمِ

مازالَ يَظْلِمُني وأرْحَمُه ... حتّى بَكَيْتُ لهُ مِنَ الظُّلْمِ

خير ما يُرْزقه العبد

قالَ بَعْضُ المُلوكِ لِبَعْضِ وُزَرائِه - وأراد مِحْنَته -: ما خيرُ ما يُرْزَقُه العَبْدُ؟ قال: عقلٌ يعيش به، قال: فإنْ عَدِمَه؟ قال: فأدبٌ يَتَحلّى به، قال: فإن عَدِمَه؟ قال: فمالٌ يَسْتُره، قال: فإن عَدِمَه؟ قال: فَصاعِقةٌ تُريحُ مِنْه العِبادَ والبِلادَ. . .

لا تزال العرب عرباً ما حافظت على زيها

كان الأحنف بن قيس يقول: لا تزال العربُ عَرباً ما لَبِسَتِ العَمائم، وتَقَلَّدَتِ السُّيوف، ولم تعُدَّ الحِلْمَ ذُلا، ولا التَّواهُبَ فيما بينَها ضَعَةً. . . قوله: ما لَبِسَتِ العَمائم، يريد: ما حافظت على زيِّها، وقوله: وتقلدت السيوف، يريد الامْتِناع من الضَّيْم، وقوله: ولم تعُدَّ الحِلْمَ ذُلا، يقول: ما عَرفت مَوْضع الحِلْم، وذلك أن الرجل إذا أغْضَى للسلطان، أو أغْضَى