للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: إذا رجع الشجاع عن قِرْنه ولم يصدق الحملةَ عليه فهذا الممدوح يصدقها. واعتنق: التزم قِرْنَه، يقول: إذْ ارْتمى الناس في الحرب بالنَّبْلِ دخل هو تحت الرَّمي فجعل يطاعِنُهم، فإذا تطاعَنوا ضاربَ بالسيف، فإذا تضاربوا بالسيوف اعتنق قِرْنه والتزمه، أي أنَّه يزيد عليهم في كلِّ حالٍ من أحوال الحرب

[صدر من عبقرياتهم في الصبر]

من أحسن ما قيل في الصبر يوم اللقاء قولُ نَهْشل بن حَريِّ بن ضَمْرةَ:

ويَوْمٍ كأنَّ المُصْطلينَ بِحَرِّه ... - وإنْ لَمْ تكُنْ نارٌ - قيامٌ على الجَمْرِ

صَبَرْنا له حتّى يَبوخَ وإنّما ... تُفَرَّجُ أيامُ الكريهةِ بالصَّبْرِ

باخت الحرب والنار تبوخ بَوْخاً وبُؤوخاً وبَوَخاً: سكنت وفَتَرتْ وكذلك الحَرُّ والغَضبُ والحُمّى

وقال من لا أذكر اسمه:

بكى صاحِبي لمّا رأى الموتَ فوقَنا ... مُطلاً كإطْلالِ السَّحابِ إذا اكْفَهَرْ

فقُلْتُ له: لا تَبْكِ عينُك إنَّما ... يكونَ غَداً حُسْنُ الثناءِ لِمَنْ صَبَرْ

فَما أخَّرَ الإحْجامُ يَوْماً مُعَجَّلاً ... ولا عَجَّلَ الإقْدامُ ما أخَّرَ القَدَرْ