وما كان حَصْنٌ ولا حابِسٌ ... يفوقانِ مِرْداسَ في مَجْمعِ
وما كنتُ دونَ امْرئٍ مِنْهما ... ومَن تَضَعِ اليومَ لا يُرْفَعِ
وقد كنتُ في الحربِ ذا تُدْرَأٍ ... فلَمْ أُعْطَ شيئاً ولم أُمْنَعِ
إلاّ أفائِلَ أُعطِيتُها ... عديدَ قوائمِه الأربعِ
فلما أنشدها بين يديّ رسول الله قال لعلي بن أبي طالب: يا عليُّ، اقطع عنّي لسانَه، فقبض على يده وخرج به فقال: أقاطعٌ أنت لساني يا أبا الحسن؟ فقال: إني لَمُمْضٍ فيك ما أُمِرْت، ثمَّ مضى به إلى إبلِ الصدقة فقال خذ ما أحْبَبْت. . .
[بلاغة المكدين]
سأل أعرابيٌّ فقال في مسألته: لقد جُعْتُ حتى أكلتُ النَّوى المُحْرَق، ولقد مَشَيْتُ حتى انْتَعَلْتُ الدَّمَ، وحتّى سقط من رجلي بخَصُ لحمٍ، وحتى تمنّيت أن وجهي حِذاءٌ لقدمي، فهل من أخٍ يرحمنا! البخص: لحمٌ يخالطه بياضٌ من فسادٍ يَحُلّ به. . . ووقف أعرابيٌّ على حلقة الحسن البصري فقال: رحم الله امرءاً أعطى من سَعةٍ وواسى من كفافٍ وآثرَ من قوتٍ. فقال الحسن: