للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيت التالي: إذا كشّر الأسدُ عن نابه فليس ذلك تبسُّماً، بل قَصْداً للافتراس، يريد: أنّه وإنْ أبْدى بِشْرَه، وتبسُّمَه للجاهلِ فليس ذلك رضىً عنه، وفي مثل هذا يقول أبو تمام:

قدْ قَلّصتْ شَفتاهُ مِنْ حَفيظتِهِ ... فَخيلَ مِنْ شِدَّةِ التَّعْبيسِ مُبْتَسِماً

[العدو يكاشرك إذا حضرك]

قال المُثقّب العبدي - شاعر جاهلي -:

إنّ شرَّ الناسِ مَنْ يَكْشِرُ لي ... حينَ ألقاهُ وإنْ غَبْتُ شَتَمْ

وقال ابن الرومي:

يُبيحُ لي صَفْحَةَ السَّلامَةِ والسَّلْ ... مِ ويُخْفي في قَلْبِه مَرَضا

وقال المتنبي:

أبْدو فَيَسْجُدُ مَنْ بالسّوءِ يذْكُرُني ... ولا أعاتِبُه صَفْحاً وإهْوانا

وممّا يصح أن يُذكر هنا ما رُوي: أنّه قيل لأعرابيٍّ: كيف فلانٌ فيكم؟

فقال: إذا حضر هِبناه، وإنْ غابَ اغْتَبْناه، قال: ذاكَ هوَ السيِّدُ فيكم. . .

من نظرُه ينبئ عن عداوته

وتحذيرهم من العَداوة المَستورة

قال شاعر:

سُتورُ الضَّمائِرِ مَهْتوكةٌ ... إذا ما تلاحَظَتِ الأعْيُنُ

وقال زهير بن أبي سُلمى:

وما يكُ في عَدوٍّ أو صديقٍ ... تُخَبّرْكَ العُيونُ عن القلوبِ