للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث: (ما مِنْ جُرْعةٍ يَتَجرَّعها الإنسانُ أعظمُ أجراً من جُرْعةِ غيظٍ في اللهِ عزَّ وجلّ)

وقالوا: الكَظْمُ يدفعُ مَحْذورَ الندم، كالماءِ يُطفئ حَرَّ الضَّرَم

وقال بعضهم: كَظمٌ يتردَّدُ في حلقي أحبُّ إليّ من نقصٍ أجدُه في خُلُقي

وقال:

وأفضلُ حِلمٍ حِسْبةً حِلمُ مُغْضَبِ

وقال معاوية: ما وَجَدْتُ لذَّةً هي عندي ألذّ مِنْ غيظٍ أتَجرَّعه وسَفَهٍ بِحِلمٍ أقْمَعُه. وقال لابنه يزيد: عليكَ بالحِلْمِ والاحْتمالِ حتّى تُمكنَك الفرصةُ فإذا أمْكنتْكَ فعليك بالصّفحِ، فإنّه يدفع عنك مُعضلاتِ الأمور، ويقيك مصارعَ المَحذور

[الغضب وألوانه]

[وما يسكن به ثورانه]

قال الراغب: مثلُ الغضبِ مثلُ نارِ ما يشتَعِل، والناسُ فيه مختلفون، فبعضهم كالحَلْفاء سريعُ الوقود سَريعُ الخُمود، وبعضُهم كالغَضا بطيءُ الوُقود بَطيءُ الخُمود، وبعضُهم سَريعُ الوقود بطيءُ الخُمود، وبعضهم على العكس من ذلك، وهو أحْمدُهم، ما لَمْ يُؤدِّ به ذلك إلى زوال حميَّتِه، وفُقدانِ غيرتِه. واختلافُ الناس في الغضب قد يكون مردُّه اختلافَ الأمزِجة، وقد يكون