للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأظْلمَتْ سُبُلُ الآدابِ إذْ حُجِبَتْ ... شمْسُ المكارِمِ في غَيْمٍ مِنَ الكَفَنِ

وتقدم الثاني فقال:

تَرَكَ المنابِرَ والسَّريرَ تَواضُعاً ... وله مَنَابرُ لَوْ يَشا وسَريرُ

ولغيره يُجْبَى الخراجُ وإنّما ... تُجْبَى إليْهِ مَحَامِدٌ وأُجُورُ

وتقدم الثالث فقال:

وليس فَتِيقُ المسْكِ رِيحَ خُيُوطِهِ ... ولكنَّهُ ذاك الثناءُ المُخَلَّفُ

وليس صَريرُ النَّعْشِ ما تَسْمَعُونَهُ ... ولكنه أصْلابُ قوْم تَقَصَّفُ

[رسالة للجاحظ ينضح فيها عن الجود]

وبعد فلنعطف على كلامهم في الجود وذمِّ البخل: أورد الجاحظ في كتابه البخلاء رسالةً جميلةً جداً نسبها إلى أبي العاصي بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي - أرسلها إلى رجلٍ من عشيرته، وقد سمع بأنه يجلس إلى قوم من البخلاء، أمثال سهل بن هارون والأصمعي، وقد تأثّر بمذهبهم في البُخل وامتداحهم إيّاه، فكتب إليه هذه الرسالةَ ينعى فيها على البخلاء مذهبَهم، ويذمُّ البخل وينوِّه بالجود - ونحن فإنّا نقتطف من هذه الرسالة نُتفاً ونترك سائرها لمن يحبّ أن يراجعها في كتاب البخلاء - قال: