مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ، قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ}.
لا تُعرف النعمةُ إلا عند فقدِها
قالوا: كم من نعمةٍ عُرفت ببليّةٍ نزلت، ونقمةٍ جُهلت بسلامةٍ لبثت. وقالوا: شيئان لا يَعرف فضلَهما إلا مَنْ فقدهما: الغِنى والعافية. . وقال الشاعر:
فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مُبْيضٌّ ... والشَّعْرُ مِثْلُ اللَّيْلِ مُسْوَدُّ
ضِدّانِ لمّا اسْتَجْمَعا حَسُنا ... والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُ
وقال المتنبّي:
وبِضدِّها تَتَبيَّنُ الأشْياءُ
وقال أبو تمام:
وليسَ يَعْرِفُ طيبَ الوَصْلِ صاحبُهُ ... حتَّى يُصابَ بِنَأيٍ أو بِهِجْرانِ
ولولا أيادي الدَّهْرِ في الجَمْعِ بَيْنَنا ... غَفَلْنا فلَمْ نَشْعُرْ لهُ بِذُنوبِ
يقول المتنبي: إنّ الدَّهرَ تارةً يُحسنُ وتارةً يُسيءُ فلو لَمْ يُحسن إلينا بالجَمْعِ بيننا لَما شعرْنا بذُنوبِه في تفريقنا، فبِإحْسانِه عَرَفْنا إساءتَه.
[فضل العافية وسلامة الدين]
قال سيدُنا رسولُ الله (مَنْ أصبحَ آمناً في سِرْبِه مُعافًى في بَدَنِه عندَه قوتُ يومِه فكأنّما حيزَتْ له الدُّنيا بِحَذافيرِها).
قال ابن بري: قال جماعةٌ من أهل اللّغة: السِّرْبُ: النَّفْس قال: وأنكر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute