للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإشادةَ بها تكاد تكون أحدَ شَطْرَيْ ما يتمدّحون به ويُنوِّهون بفضله، أمّا الشَّطْرُ الآخرُ فهو الجودُ والكرم، وبِحَسْبك بهاتَيْن الخَلَّتين، وإنّهما دَعامَتا سائرِ الفَضائل، ولْنَجْتَزِئ بِهذا المقدار وإنْ كانَ قَطْراً من بَحْرٍ

[صدر من عبقرياتهم]

[في وصف آلات الحرب]

قال البُحتري يَصِف السيف:

يَتَناوَلُ الرُّوْحَ البَعيدَ مَنالُه ... عَفْواً، ويَفْتَحُ في القَضاءِ المُقْفَلِ

ماضٍ وإنْ لَمْ تُمْضِهِ يَدُ فارِسٍ ... بَطلٍ، ومَصْقولٌ وإنْ لَمْ يُصْقَلِ

يَغْشى الوَغى فالتُّرْسُ لَيْسَ بِجُنَّةٍ ... مِنْ حَدِّه والدِّرْعُ ليسَ بِمَعْقِلِ

مُصْغٍ إلى حُكْمِ الرَّدى، فإذا مَضى ... لَمْ يَلْتَفِتْ، وإذا قَضى لَمْ يَعْدِلِ

مُتألّقٌ يَفْري بِأوَّلِ ضَرْبَةٍ ... ما أدْرَكَتْ ولَوَ انّها في يَذْبُلِ

وإذا أصابَ فَكُلُّ شَيْءٍ مَقْتَلٌ ... وإذا أُصيبَ فَما لَه مِنْ مَقْتَلِ

وقال عبدُ الله بن المعتز يصفُه:

ولي صارِمٌ فيهِ المَنايا كَوامِنٌ ... فَما يُنْتَضى إلا لِسَفْكِ دِماءِ

تَرى فوقَ مَتْنَيْه الفِرِنْدَ كأنَّه ... بَقيّةُ غَيْمٍ رَقَّ دونَ سَماءِ

وقال ابن الرُّومي:

خَيْرُ ما اسْتَعْصَمَتْ بهِ الكَفُّ عَضْبٌ ... ذَكَرٌ هَزُّهُ أنيثُ المَهَزِّ