للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسيمر عليك كثير من عبقرياتهم في هذا المعنى في كتاب الإخوانيات والأصدقاء والصداقة.

نَهْيُهم عَنِ الاغترارِ بالوُدّ تُسْتَبطنُ معه العداوةُ

دخل سُدَيْفٌ مولى أبي العباس السفاح على أبي العباس أميرِ المؤمنين وعنده سليمانُ بن هِشام بْنِ عبد الملك وقد أدناه وأعطاه يدَه فقبَّلها، فلمّا رأى ذلك سُدَيْفٌ أقبل على أبي العباس وقال:

جَرِّدِ السَّيْفَ وارْفَعِ العَفْوَ حتّى ... لا تَرى فوقَ ظَهْرِها أمَوِيّاً

لا يغرَّنْك ما تَرى مِنْ أناسٍ ... إنَّ تحتَ الضُّلوعِ داءً دَوِيّاً

فأقبل عليه سُليمانُ فقال: قَتلْتَني أيُّها الشيخ قتلكَ اللهُ وقام أبو العباس فدَخل، فإذا المنديلُ قد ألقيَ في عُنُقِ سليمان، ثم جُرَّ فقُتِل.

ودخل شِبْلُ بن عبد الله مولى بني هاشم على عبد الله بن عليّ، وقد أجْلسَ ثمانينَ رجُلاً من بني أمَيّةَ على سُمُطِ الطعام، فمثَل بين يديه وقال:

أصْبَحَ المُلكُ ثابتَ الآساسِ ... بالبَهاليلِ مِنْ بَني العبّاسِ