للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَنِ الجواب وهو مأسُورٌ لم يُقَلْ: حَلُمَ، إذا ترَكَ أنْ يقولَ الشيءَ لِصاحِبه مُنتصراً ولا يَخافُ عاقِبَةً يَكْرَهُها. فهذا الحِلْم المحضُ، فإذا لم يَفْعَلْ ذلك ورأى أنَّ تَرْكَه الحِلْمَ ذلٌ فَهْوَ خَطأٌ وسَفَهٌ؛ وقوله: ولم ترَ التواهُبَ بينها ضَعَةً، نحوٌ مِن هذا، وهو: أنْ يَهَبَ الرَّجل من حقِّه مالا يُسْتَكْرَه عليهِ. . . وكان يقال: أحْيوا المعروفَ بإِماتَتِه، ومعنى ذلك: أنّ الرجلَ إذا امْتَنَّ

بِمعْروفِه كَدَّره، وقيل: المِنَّةُ تَهْدِم الصنيعة، وقد قال قيسُ بنُ عاصِمٍ المِنْقَري: يا بَني تميم، اصْحَبوا مَنْ يذكُرُ إحْسانَكم إليه ويَنْسى أياديَه إليكم. . .

[توقير العالم والشريف والكبير والترفع عن الوضيع]

كان زياد بن أبيه يقول: أُوصيكم بثلاثة: بالعالِم، والشريف - يعني العظيم القدر - والشيخ - يريد: الذي تقدمت به السن - فو الله لا أُوتى بوضيع سَبَّ شريفاً، أو شابٍّ وَثَبَ بشيخ، أو جاهلٍ امتَهَنَ عالماً، إلا عاقبتُ وبالغْتُ. . . وقال عُمارَة بن عقيل بن بلال بن جرير لبني أسد بن خزيمة:

يا أيّها السائلي عمداً لأُخْبِرَه ... بذاتِ نَفْسي وأيدي اللهِ فوقَ يدي

إنْ تَسْتَقِمْ أسدٌ ترشَدْ وإنْ شَغَبَتْ ... فلا يَلُمْ لائِمٌ إلا بَني أسدِ

إني رأيتكُمُ يُعْصَى كبيرُكم ... وتَكْنَعونَ إلى ذي الفَجْرَةِ النَّكِدِ