للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا كنْتَ فَرْداً هَرَّكَ الناسُ مُقبِلاً ... وإنْ كنتَ أدْنى لم تَفُزْ بالعَزائِمِ

وما قَرَعَ الأقوامَ مثلُ مُشيَّعٍ ... أريبٍ ولا جلَّى العَمى مثلُ عالِمِ

قال الأصمعيّ: قلت لبشار: إني رأيت رجالَ الرأي يتعجبون من أبياتِك في المشورة؛ فقال: أما علِمْتَ أنّ المُشاورَ بين إحدى الحُسنَيَيْن: بين صوابٍ يفوز بثمرته أو خطأٍ يُشارَك في مكروهه؛ فقلتُ أنت والله أشعرُ في هذا الكلام منك في الشعر.

استشارة الكبار والصغار ومن يُعْتمد على مَشورته ورويَّته

كانتِ العربُ تحمدُ آراءَ الشيوخ؛ لتقدُّمها في السِّنِّ، ولِما مرَّ عليها من التجارِب التي عَرفت بها عواقبَ الأمورِ حتى كأنها تنظرُها عِياناً، وطرأ عليها من الحوادث التي أوضحت لها

طريقَ الصوابِ وبيّنَتْه تِبياناً، ولِما مُنِحَتْه من أصالةِ رأيِها، واستفادتِه بجميل سعيها، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: رأيُ الشيخ خيرٌ من مَشهدِ الغُلام. ومن أمثالهم زاحِمْ بعَوْدٍ أو دَعْ

وقال بعضُ الحكماءِ: عليك بِمَشورة من حلَبَ أشْطُرَ دهره، ومرّت عليه