للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضروبُ خيرِه وشرِّه، وبلغَ من العمرِ أشُدَّه، وأورت التجربةُ زندَه، واستشار زياد بن أبيه رجلاً، فقال الرجل: حقُّ المستشارِ أنْ يكونَ ذا عقلٍ وافر، واختبارٍ مُتَظاهر، ولا أُراني كذلك.

وقال ابن الرُّوميِّ يمدح يحيى بن عليٍّ المنجم:

ألْمَعيٌّ يَرى بأوَّلِ ظَنٍّ ... آخِرَ الأمْرِ مِنْ وَراءِ المَغيبِ

لا يُرَوّي ولا يُقلِّبُ كَفّاً ... وأكُفُّ الرِّجالِ في تَقْليبِ

وقال:

تُراهُ عَنِ الحَرْبِ العَوانِ بِمَعْزَلٍ ... وآراؤُه فيها وإنْ غابَ شُهَّدُ

كَما احْتَجَبَ المِقْدارُ والحُكمُ حُكْمُه ... على الخلْقِ طُرّاً لَيْسَ عَنْه مُعَرَّدُ

وقال إبراهيم بن العباس الصُّوليّ في الفضل بن سهل:

يُمْضي الأمورَ على بَديهَتِه ... وتُريهِ فِكْرتُه عَواقِبَها

فيَظلُّ يُصْدرها ويُورِدها ... فيَعُمُّ حاضِرَها وغائِبَها

وإذا الحُروبُ غَلَتْ بَعَثْتَ لها ... رَأياً تَفُلُّ بهِ كَتائِبَها

رأياً إذا نَبَتِ السُّيوفُ مَضى ... عزمٌ بها فَشَفى مَضارِبَها

وإذا الخُطوبُ تأثَّلَتْ ورَسَتْ ... هَدّتْ فواصِلُه نوائِبَها

وإذا جَرتْ بِضَميرِه يدُه ... أبْدَتْ به الدُّنْيا مَناقِبَها

وقبلَهما قال أوسُ بن حجر:

الألْمَعَيُّ الذي يَظُنُّ بِكَ الظَّ ... نَّ كأنْ قدْ رأى وقدْ سَمِعا

وقال علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في عبد الله بن عباس؛ إنَّه لينظرُ إلى الغيبِ من سِتْرٍ رقيق