للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيلَ لِيَحْيى بن خالد البرمكي: إنّك لا تؤدِّب غلمانَك ولا تضرِبُهم! قال: هُمْ أمناؤُنا على أنفسنا فإذا نحنُ أخَفْناهُمْ فكيف نأمَنُهمْ!

الرحمةُ ومَدْحُ ذويها

قالوا من كَرُمَ أصلُه لانَ قلبُه

وقالوا: من أماراتِ الكرم: الرَّحمةُ، ومن أمارات اللُّؤمِ: القَسْوةُ الكرم نقيض اللُّؤم

وفي الحديث الشريف (ارْحَمْ مَنْ في الأرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ في السَّماءِ) وفيه أيضاً (لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إلا مِنْ قَلْبٍ شقي)

أمّا مَنْ ذَمَّ الرَّحْمةَ ونَعاها على أهْلِها مثلُ الوزيرِ مُحَمّد بن عبد الملك الزيات إذْ يقول: الرَّحمةُ خَوَرٌ في الطبيعة، ومثلُ غَيْرِه مِنْ فلاسِفةِ هذا الجيلِ كالفيلسوف نيتشه ومَنْ على شاكِلَته فأولئك إنّما يترامون إلى أهداف أخرى، وإلى مدح القُوّة في مواضعها، وهذه سوف تمرُّ عليك عبقرياتهم فيها.

ما يُستحسنُ فيه الحِلْمُ من الكبار وما يُسْتقبح

أغْلَظَ رجلٌ لِمُعاويةَ فَحَلُمَ عنه، فقيل له: تَحْلُمُ عن هذا! فقال: إني لا أحولُ بينَ الناسِ وبينَ ألْسِنَتِهِمْ ما لَمْ يحولوا بينَنا وبينَ سُلْطانِنا. . . . وقال المأمونُ: يَجْمُلُ الحِلْمُ بالملوك إلا في ثلاثة مواضع، مُذيعٍ لسرٍّ، ومُتَعرِّضٍ للحُرَمِ، وقادحٍ في مُلْك. . . حُرَمُ الرَّجلِ: عيالُه ونساؤه وما يَحْميه