للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُحاولُ رَغْمي لا يُحاولُ غيرَه ... وكالموْتِ عندي أنْ يَحُلُّ بهِ الرَّغْمُ

ويَشْتِمُ عِرْضي في المُغيَّبِ جاهِداً ... وليسَ لهُ عندي هَوانٌ ولا شَتْمُ

إذا سُمْتُه وَصْلَ القرابةِ سامَني ... قطيعَتَها، تلكَ السَّفاهةُ والإثْمُ

فما زِلْتُ في ليني له وتَعَطُّفي ... عليهِ كما تَحْنو عَلى الوَلَدِ الأمُّ

وصَبْري على أشياَء منهُ تُريبُني ... وكَظْمي على غَيْظي وقدْ يَنْفعُ الكظْمُ

لأسْتلَّ منه الضِّغْنَ حتى اسْتَللْتُه ... وقد كان ذا ضِغْنٍ يَضيقُ به الحَزْمُ

فداوَيْتُه حتَّى ارْفأنَّ نِفارُه ... فَعُدْنا كأنَّا لمْ يَكُنْ بَيْنَنا صَرْمُ

وأطْفأتُ نارَ الحَرْبِ بَيْني وبَيْنَه ... فأصْبَحَ بعدَ الحَرْبِ وهْوَ لَنا سَلْمُ

وقال شاعر:

لَقَدْ أسْمَعُ القولَ الذي هُوَ كلَّما ... تُذَكِّرُنيه النَّفسُ قلبي يُصَدَّعُ

فأبْدي لِمَنْ أبْداهُ مِنّي بَشاشةً ... كأنّيَ مَسْرورٌ بِما منهُ أسْمَعُ

وما ذاكَ مِنْ عَجْزٍ بهِ غيرَ أنَّني ... أرى أنَّ تَرْكَ الشَّرِّ للشَّرِّ أدْفَعُ

[فضل كظم الغيظ]

يقال: كَظَمَ الرجلُ غَيْظَه يَكْظِمُه كَظْماً: ردَّه وحَبَسَه وتَجَرَّعَه. قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} قال بعض اللغويين: يَعني أعدَّتْ الجنةُ للذين جرى ذكرُهم وللذين يكظمون الغيظ