ولأنّ الغيبة والنميمة مدرجتانِ غالباً للعداء بادرنا بإيراد صدر من عبقرياتهم في هاتين الخَلّتين الذّميمتين
[حقيقة الغيبة والنميمة]
الغيبةُ الاسْمُ من الاغتياب وهو: أن يتكلَّمَ خلف إنسان مَسْتور بِسوءٍ أو بِما يغمُّه لو سمعه وإنْ كان فيه، فإنْ كان صِدقاً فهو غيبةٌ وإنْ كان كِذْباً فهو البُهْتُ والبُهتان. كذلك جاء عن سيدنا رسول الله صلوات الله عليه. وقال بعض الفقهاء: الغيبة: أن تذكرَ الإنسان بما فيه من العيب من غيرِ أن تُحْوَجَ إلى ذلك، وفي هذا احترازٌ ممّا يقوله الشاهد عند الحاكم. والنميمة: نقلُ الحديث من قومٍ إلى قوم على جِهة الإفسادِ والشرِّ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه نَمّاً: نقلَه، والاسم النميمة؛ والنّعت نمّام، ويقال للنمام: القتّات يقال: قَتّ: إذا مشى بالنميمة، ويقال له: قسّاس ودرّاج وغمّاز وهمّاز ومائسٌ ومِمْآس.
ذمّ الغيبة والنميمة
قال الله جل شأنه:{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} قوله سبحانه: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ}. . . الآية: تمثيل وتصوير لما يناله المغتاب من عرض
المغتاب على أفظع وجه وأفحشه، قال الإمام الزمخشري: وفيه مبالغاتٌ شتّى: منها الاستفهام الذي معناه التقرير، ومنها جعل ما هو في الغاية من الكراهة موصولاً بالمحبّة، ومنها إسناد الفعل إلى