المَساعر: جمع مِسْعَرٍ، وهو: ما تُحرّك به النارُ من خشَبٍ ونحوه، ومِسْعَرُ الحرب: مُوقِدُها
[الممتنع من الصلح]
قال أبو زبيد الطائي - شاعر مخضرم، كان في الجاهلية مقيماً في أخواله بني تغلب بالجزيرة، وفي الإسلام منقطعاً إلى الوليد بن عُقبة بن أبي مُعَيط في ولاية الجزيرة وولاية الكوفة، ولم يزل به الوليد حتى أسلم، وقد كان نصرانياً، والأكثر على أنّه مات على نصرانيَّته -:
بَعثوا حَرْبَنا إلَيْهِمْ وكانوا ... في مقامٍ لو أبصروا ورَخاءِ
ثُمَّ لمّا تَشَذَّرَتْ وأنافَتْ ... وتَصلَّوْا منها كَريهَ الصِّلاءِ
فلَحا اللهُ طالِبَ الصُّلْحِ منَّا ... ما أطافَ المُبِسُّ بالدَّهْناءِ
لو أبصروا فلو للتمنِّي، ورخاء: عطف على مقام، وتشذَّرت يقال: تشذَّر فلان إذا تهيأ للقتال، وتشذر القوم في الحرب: أي تطاولوا واشْرأبُّوا، وأنافت: زادت، وتصلَّوا: من صَلِيَ النارَ صَلاً، من باب تعب: قاسى حَرّها، والصِّلاءُ ككتاب: حَرُّ النار، وطلبوا صُلْحنا: جواب لمّا، وقوله: ولات أوانِ فللنحويين في تخريجها كلامٌ كثير وأوْجَهُها أنّ أصلَها: ولات أوانَ صُلْحٍ، فحذفت الجملة وبُني أوان على الكسر، وليس حين بقاء: أي ليس الحينُ حينَ بقاء، والبقاء: اسم من قولهم أبْقَيْتُ على فلان إبقاء: إذا رَحِمته وتلطَّفت به، والمشهور