للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الهم نصف الهرم]

من كلمةٍ لسيدنا علي بن أبي طالب: والهمُّ نصف الهَرم، وقال حكيم: الهمُّ يشيبُ القلبَ، ويُعقِم العقلَ، فلا يتولد معه رأيٌ، ولا تَصْدُقُ معه رويَّةٌ، وقال أبو تمام:

شابَ رأسي وما رأيْتُ مَشيب الرَّأ ... سِِ إلا من فَضْلِ شَيْبِ الفؤادِ

وكذاكَ القلوبُ في كُلِّ بُؤسٍ ... ونَعيمٍ طلائعُ الأجْسادِ

وقال أبو نواس:

وما إنْ شِبْتُ مِنْ كِبَرٍ ولكِنْ ... لَقيتُ مِنَ الحَوادِثِ ما أشابا

وقد تقدم قول المتنبي:

والهَمُّ يَخْترِمُ الجَسيمَ نَحافةً ... ويُشيبُ ناصِيةَ الصَّبيِّ ويُهْرِمُ

مثلُ الدنيا وآفاتها والخوف من نهايتها

جاءَ في كِتاب كليلةٍ ودمنة: وجدتُ مَثلَ الدُّنيا والمغرورِ بها، مع امتلائها بالآفات، مَثَلَ رجلٍ ألْجأهُ خوفُ فيلٍ هائجٍ إلى بِئرٍ، فتَدلَّى فيها وتَعلَّق بغُصنينِ نابِتينِ على شفيرِ البئر، فوقعت رجلاه على شيء في طيِّ البِئر، فَنَظر فإذا بحيَّاتٍ أربعٍ قدْ أطلعْنَ رُؤسَهُنّ من

جُحورِهنَّ، ونظر إلى أسْفلِ البئرِ فإذا بتِنِّينٍ فاغرٍ فاهُ نَحْوَه، مُنتظرٍ له لِيقَعَ فيأخذَه، فرفع بَصره