نفسٍ، وقال ابن مسعود: من خضَعَ لغنيٍّ فوضع نفسه عنده طعماً فيه ذهب ثلثا دينه وشطْرُ مروءته. أقول ولهذا باب سيمرُّ عليك.
[حثهم على التواضع]
قال سيّدنا رسول الله:(طوبى لِمَنْ تَواضعَ في غير مَنْقَصةٍ، وذلَّ في نفسه في غير مَسْكنة) في غير منقصة: بأن لا يضعَ نفسَه بمكانٍ يُزري به، ويؤدي إلى تضييع حقِّ الحق - الله سبحانه - أو الخلق، فإنّ القصد بالتواضع خفضُ الجناح للمؤمنين مع بقاءِ عِزَّة الدين. رُوي أنّ رجلاً مرَّ على عُمرَ وقد تخشَّع وتذلَّل وبالغ في ذلك، فقال عمر: ألست مسلماً؟ قال: بلى، قال: فارفع رأسَك وامْدُدْ عنقَك فإنَّ الإسلام عزيز منيع؛ أما كلمة طوبى فلِلْعلماء فيها كلام كثير فمن ذلك قول بعضهم: طوبى: اسمُ الجنة بالهندية، قال الصاغاني: فعلى هذا يكون أصلُها توبى، بالتاء، فإنه ليس في كلام العرب طاء، وقال قتادة: طوبى كلمة عربية تقول العرب: طوبى لك إنْ فعلتَ كذا وكذا؛ قالوا: ومعنى طوبى لفلان: الحُسنى والخيرُ له. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى للتواضع، قال أبو أُمامة رضي الله عنه:(خرج علينا رسول الله متَّكئاً على عصا، فقمنا له، فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجِم يعظِّم بعضُهم بعضاً، وقال: إنّما أنا عبدٌ آكل كما يأكلُ العبدُ وأجلس كما يجلس العبد) وكان صلوات الله عليه يركب الحمار ويردف خلفه،