فقال لها لبيد: أحْسَنْتِ يا بُنَيَّتي لولا أنكِ سألت! فقالت: إنّ المُلوكَ لا يُستَحى من مَسْألتهمْ! ولو كان سُوقةً لم أفْعلْ. . . فقال لها: وأنتِ في هذا أشْعرُ!
مثلٌ في الرياء
عن وهب بن مُنَبِّه قال: نَصبَ رجلٌ مِنْ بني إسرائيل فَخّاً، فجاءت عصفورةٌ فنزلت عليه، فقالت: مالي أراك منحنياً؟ قال: لِكثرة صلاتي انحنيت! قالت: فمالي أراكَ باديةً عظامُك؟ قال: لكثرة صيامي بدَتْ عظامي! قالت: فمالي أرى هذا الصُّوفَ عليك؟ قال: لِزهادتي في الدنيا لبستُ الصوف! قالت: فما هذه العصا عندك؟ قال: أتوكأ عليها وأقضي حوائجي، قالت: فما هذه الحَبَّة في يدك؟ قال: قُربانٌ إنْ مرَّ بي مسكينٌ ناوَلْتُه إيّاه، قالت: فإنّي مسكينة! قال: فخذيها، فَدَنتْ فقبضت على الحبّة، فإذا الفخُّ في عُنقها، فجعلت تقول: قعي قعي! تفسيره: لا غَرَّني ناسِكٌ مُراءٍ بَعْدَكَ أبداً. . .