للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من يظهر الشجاعة خارجَ الحرب ويجبُنُ فيها

قالوا: فلانٌ يَتَثَعْلَبُ في الهيجاءِ ويَتَنمََّرُ في الرخاء.

وقال دعبل:

أسودٌ إذا ما كانَ يومُ كريهةٍ ... ولكِنَّهُمْ يومَ اللقاءِ ثَعالِبُ

وقال:

عَيْرٌ رأى أسَدَ العَرينِ فراعَه ... حتَّى إذا ولَّى تَولّى يَنْهَقُ

وقال آخر:

يَفِرُّ بِحَيْثُ تَخْتلِفُ العَوالي ... وإنْ يأمَنْ فَذو كِبْرٍ وتيهِ

[عبقريات شتى في الشجاعة والحرب]

قالوا: أحسنُ ما قيل في وصف الحربِ والمتحاربين قولُ الأول:

كأنَّ الأفْقَ مَحْفوفٌ بِنارٍ ... وتَحْتَ النارِ آسادٌ نَزيرُ

ومما يتصل بذلك ما قيل في ليالي صفّين:

اللَّيْلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ ... نِطاحَ أسْدٍ ما أُراها تَصْطَلِحْ

فَمَنْ يُقاتِلْ في وَغاها ما نَجا ... ومَنْ نَجا بِرأسِه فَقَدْ رَبِحْ