للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأعاصير جمع إعصار وهي: الريحُ تهبُّ بشدة، وقوله؛ كأن لم يكن إلا تذكُّره فيكن تامةٌ وإلا تذكُّره فاعل بها واسم كأنْ مضمرٌ تقديره كأنّه لم يكن إلا تذكُّره والهاء في تذكُّره عائدة على الهاء المقدرة، والدهر مبتدأ ودهارير خبرُه وأيَّتما حال ظرف زمان والعامل فيه ما في دهارير من معنى الشدّة، والدّهارير قال الزمخشري: تصاريفُ الدهر ونوائبُه، مشتقٌّ من لفظ الدّهر ليس له واحدٌ من لفظه كعَبابيد.

قلّة لبث الإنسان في الدنيا

قال المصطفى صلواتُ الله عليه: (فيمَ أنا من الدُّنيا؟ وما لي ولَها! وإنَّما مَثلي ومَثلُها كراكبٍ سارَ في يومٍ صائفٍ، فرُفِعت له شجرةٌ فقالَ تحتها ساعةً من نَهارٍ، ثمَّ راحَ وتركَها) قالَ: من القيلولة وهي الاستراحة نصفَ النهار وإن لم يكن معها نومٌ، يقال: قالَ يَقيلُ قيلولةً فهو قائِل.

وقال عليُّ بن أبي طالب: الدُّنيا دارُ مَمَرٍّ لا دارُ مقرٍّ والناسُ فيها رجلانِ رجلٌ باعَ نفسَه فأوبقَها ورجلٌ ابتاعَ نفسَه فأعتقَها أوبقَها: أهلكَها بسبب تهافتِه على الدنيا وإعراضِه عن الآخرة، وابتاع: اشترى، وأعتقَها أي من النار، بتجنُّبِه المعاصي وشهواتِ الدنيا وقيل لنوحٍ عليه السلامُ - وهو الذي عاشَ ألفَ سنة إلا خمسين عاماً -: كيف وجدتَ الدُّنيا؟ قال:

كدارٍ لها بابان دخلت من أحدِهما وخرجْتُ من الآخر.

قلّة متاع الدنيا

قال الله تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى} قليل: سريعُ التقضّي وقال سبحانه: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ