ما تَأَمَّلْتَه بِعَيْنِكَ إلا ... أُرْعِدَتْ صَفْحَتاهُ مِنْ غَيْرِ هَزِّ
مِثْلُه أفْزَعَ الشُّجاعَ إلى الدِّرْ ... عِ فَغالى بِها عَلى كُلِّ بَزِّ
ما يُبالي أصَمَّمَتْ شَفْرتاهُ ... في مَحَزٍّ أمْ حادَتا عَنْ مَحَزِّ
ولما صار الصمصامةُ سيفُ عَمْرو بن مَعْد يكربَ إلى موسى الهادي أذِنَ للشُّعراءِ أنْ يَصِفُوه، فبَدَأهُمْ ابْنُ يامينَ فقال:
حازَ صَمْصامةَ الزُّبَيْدِيِّ مِنْ دو ... نِ جَميعِ الأنامِ موسى الأمينُ
سَيْفَ عَمْرٍو وكانَ فيما سَمِعْنا ... خَيْرَ ما أغْمِدَتْ عليهِ الجُفونُ
أخْضَرَ المَتْنِ بينَ حَدَّيْهِ نورٌ ... مِنْ فِرِنْدٍ تَمْتَدُّ فيهِ العُيونُ
أوْقَدَتْ فوقَه الصَّواعِقُ ناراً ... ثُمَّ شابَتْ بهِ الذُّعافَ القُيونُ
فإذا ما سَلَلْتَهُ بَهَرَ الشَّمْ ... سَ ضِياءً فلَمْ تَكَدْ تَسْتَبينُ
يَسْتَطيرُ الأبْصارَ كَالقَبَسَ الْمُشْ ... عَلِ ما تَسْتَقِرُّ فيهِ العُيونُ
وكَأنَّ الفِرِنْدَ والرَّوْنَقَ الجا ... رِيَ في صَفْحَتَيْهِ ماءٌ مَعينُ
وكأنَّ المَنونَ نيطَتْ إلَيْه ... فَهْوَ مِنْ كُلِّ جانِبَيْهِ مَنونُ
ما يُبالي مَنِ انْتَضاهُ لِضَرْبٍ ... أشِمالٌ سَطَتْ بهِ أمْ يَمينُ
قال أبو هلال العسكري: وقد أُخِذ عليه في هذه الأبيات تشبيهُه السيفَ بالشمس ثم بالقَبَس، لأنّه قد حطّه درجاتٍ. . .
ولمناسبة عَمْرِو بنِ مَعْدِيكرب وصَمْصامتِه يُروى أنّ عُمرَ بن الخطاب بعث إلى عمرٍو أن يبعثَ إليه بسَيْفه الصَّمصامةِ هذا، فبعثَ إليه به، فلمّا