للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهذا تمهيد منه لما ورّى به في البيت الثالث، فقوله في البيت الثاني: فخذ أولا من آخر، أراد به الكلمة الأولى من البيت الآخر وهي: (أبر) بقطع النظر عن هيئته في النظم، وأراد بقوله: ثم أولا من النصف الكلمة الأولى من النصف الثاني من البيت وهي: "أهيم" وبقوله: فهو فيه مكمل أي: إنك إذا فعلت ذلك وضممت الكلمتين حصلت على اسم المحبوب وهو "إبراهيم" وقد أعظم ابن فرح التعمية في التورية، إذ ورّى بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى وصف مسماه بقوله: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (١) فهذه المحبة التي اشتعل قلبه بها هي في عاقبتها برد وسلام، لأنها في طاعة الله وحب العمل بكتابه وسنة رسوله فورّى بذلك عن عاقبة أمره والله تعالى أعلم، والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

تم هذا الشرح الميسر قبيل أذان الفجر من يوم الأحد الخامس من شهر شوال لعام ١٤٢١ من الهجرة النبوية، بالمدينة النبوية على ساكنها الصلاة والسلام، عدد خلق الله وزنة عرشه ومداد كلماته ورضى نفسه، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش الكريم، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يكتب النفع والأجر والثواب لناظمه، ومن شرحه وكتبه، ولناشره وقارئه، إنه جواد كريم وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آلة وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.


(١) الآية (٦٩) من سورة الأنبياء.

<<  <