للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أفضلية التنزل]

حكى هذا بعض أهل النظر وقال: التنزل في الإسناد أفضل، لأنه يجب على الراوي أن يجتهد في متن الحديث وتأويله، وفي الناقل وتعديله، وكلما زاد الاجتهاد زاد صاحبه ثوابا، ورد هذا بأنه ضعيف، ضعيف الحجة، لأن كثرة المشقة ليست مطلوبة لنفسها، ومراعاة المعنى المقصود من الرواية وهو الصحة أولى، وهذا مثله مثل من يترك طريقا أقرب إلى المسجد، ويسلك آخر أطول طلبا لكثرة الخطى وإن أداه سلوكها إلى فوات الجماعة التي هي المقصود (١).

أقسام العلو في الإسناد: قسم العلماء العلو في الإسناد إلى خمسة أقسام، كلها مشروطة بصحة الإسناد.

١ - القرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف، وهذا أجل أنواع العلو وأفضلها، وهو علو مطلق، ويعتبره بعض العلماء قربة إلى الله عز وجل، وآخر من كان في الدنيا بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية رجال ثقات هو محمد بن علي بن أحمد بن البخاري (٢)، ولا قيمة لعلو مع ضعف بعض الرواة، ولا يفرح به إلا العوام.


(١) انظر (المحدث الفاصل ٢١٦، ومقدمة ابن الصلاح مع التقييد والإيضاح ٢٦٣ والتبصرة ٢/ ٢٥٢ - ٢٥٣)
(٢) ولد في جماى الآخرة، سنة (٦٥١) إحدى أو اثنتين وخمسين وستمائة من الهجرة، قال ابن حجر رحمة الله علينا وعليه: كان فيه شهامة وعنده مروءة، وكان شجاعا قوي النفس كريما قد خرج له ابن المحب جزءا وحدث به، مات في ذي القعدة، سنة (٧٢٦) ست وعشرين وسبعمائة من الهجرة. (الدرر ٤/ ١٧٤).

<<  <   >  >>