للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك علم أصول الحديث، حتى أصبح الباحث في العلوم الأخرى يزن القضايا المسندة ويضبطها بقواعد أهل الحديث، فبتلك القواعد استقام الأمر للسنة المطهرة، وهاهي بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك (١).

[الطرق التي يكشف بها الحديث الموضوع]

لقد برّز النقاد في البحث عن وسائل كشف الأخبار الموضوعة، وذلك بعد اعتراف الواضع نفسه، إما لتوبة منه، كما صنع أبو عصمة في اعترافه بوضعه أقوالا في فضائل القرآن، وإما إمعانا في الضلال كما صنع ابن أبي العوجاء، فأوجد النقاد طرقا عديدة من خلال دراسة الإسناد والمتن وسعة الاطلاع، وقوة الفهم، وحدة الذكاء، وبراعة فائقة في ملاحظة القرائن منها:

- ملاحظة حال الراوي فقد يكون فيها ما يشهد بكذبه.

مثاله: ما صدر من المأمون بن أحمد الهروي لما ذكر بحضرته الخلاف في كون الحسن البصري سمع من أبي هريرة أم لا: ساق في الحال سندا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: سمع الحسن من أبي هريرة. ولما قيل له: ألا ترى إلى الشافعي ومن تبعه بخراسان؟ فأسند كذبا إلى رسول الله أنه قال: يكون في أمتي رجل يقال له: محمد بن إدريس هو أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي (٢).


(١) انظر (التبصرة ٢/ ٢٦٧، ونزهة النظر ص ٤٤ وإنما يقوم بذلك منهم ... ، وفتح المغيث ١/ ٢٣٦ ... ).
(٢) انظر (نزهة النظر ص: ٤٥، والتدريب ٩٩، ١٠٠، واختصار علوم الحديث مع الباعث الحثيث ص ٩٣ - ٩٤، وعلوم الحديث ومصطلحه ٢٨٣ - ٢٨٥).

<<  <   >  >>