للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن يحل لأتباعه شهادة الزور على الخصم، وادعى لنفسه الألوهية (١)، ومن الأسباب التقرب للولاة، ومنها التكسب، ومنها الترغيب في الخير، والانتصار للذات (٢)، وما أكثر ما كذب فيه أعداء السنة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالزنادقة وحدهم وضعوا أربعة عشر ألف حديث زورا وبهتانا (٣)، وصدق الله - عز وجل - إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٤)، حفظ الكتاب من التبديل والتحريف، وقيض للسنة من عباده أعلاما منحهم الحفظ والذكاء، والفقه وقوة الملاحظة، من أمثال الإمام عبد الله بن المبارك، فإنه لما قيل له: هذه الأحاديث الموضوعة؟ ، قال: تعيش لها الجهابذة، وتلا الآية المذكورة، وقام الجهابذة بما لا مزيد عليه، عرفوا أعداء الإسلام، على اختلاف مللهم وعرفوا أساليب مكرهم، ووقفوا لهم بالمرصاد، وضيقوا على الأعداء الخناق، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وتم وضع علم الجرح والتعديل، ورسم قواعد النقد والضبط، وفق منهج في غاية الدقة والأمانة، وأخضع السند والمتن في كل ما يروى للبحث والنقد والتدقيق، فنتج عن


(١) فتح المغيث ١/ ٢٤٥، ٢٣٨، ٢٤٥.
(٢) انظر أمثلة هذا وغيره في بحث الموضوع لدى العراقي في (التبصرة ١/ ٢٦١ - ٢٧٩) والسخاوي في (فتح المغيث ١/ ٢٣٤ - ٢٤٨).
انظر (التبصرة ١/ ٢٦٤، وفتح المغيث ١/ ٢٣٩).
(٣) انظر (التبصرة ١/ ٢٦٤، وفتح المغيث ١/ ٢٣٩) قلت: نبه فضيلة الدكتور عمر حسن فلاته إلى أن بعضهم ادّعى هذا ليشكك المسلمين في السنة وليس هو بصادق (الوضع في الحديث ١/ ٢٢٢).
(٤) الآية (٩) من سورة الحجر.

<<  <   >  >>