للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مثال هؤلاء]

رأس القوم عبد الكريم بن أبي العوجاء الذي أعلن لما تقرر قتله في خلافة المهدي لزندقته، فصاح قائلا: لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، أحرم فيها الحلال وأحل الحرام (١).

- العصبية والانتصار للمذهب الفردي أو الجماعي، المستقى من البدع والأهواء، وما أكثر ما أحدث أصحاب هذا المنهج من الضلال والفتنة في الإسلام.

مثاله: في الفردي ما وقع فيه عبد العزيز بن الحارث التيمي عندما سئل عن فتح مكة، أجاب أنه كان عنوة ولم يكن صلحا، فلما طولب بالبرهان ساق سندا إلى الزهري، أن الصحابة اختلفوا في فتح مكة أكان صلحا أم عنوة؟ فسألوا رسول الله فقال: كان عنوة. واعترف هو نفسه فيما بعد أنه وضع هذا انتصارا لما ذهب إليه (٢).

مثاله: في الجماعي أن بعض فقهاء أصحاب الرأي استجاز نسبة الحكم الذي دل عليه القياس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نسبة قولية فيقول في ذلك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، ولهذا ترى كتبهم مشحونة بأحاديث تشهد متونها بأنها موضوعة، لأنها تشبه فتاوى الفقهاء ولا تليق بجزالة كلام سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، ولأنهم لا يقيمون لها سندا صحيحا، وهؤلاء يشملهم الوعيد في الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد جرّ التعصب بعض رؤوس الفرق إلى


(١) انظر (تدريب الراوي ١/ ٢٨١ - ٢٨٨، وفتح المغيث ١/ ٢٧٨ - ٢٩١).
(٢) انظر (لمحات في أصول الحديث ٣٠٧ - ٣٠٨).

<<  <   >  >>