للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أهمية الإسناد]

الإسناد عموما من خصائص هذه الأمة، جعله الله صونا لقوائم الدين في السنة المطهرة، قال: رسول - صلى الله عليه وسلم -: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المطلين، وتأويل الجاهلين) (١) فالموصوفون في هذا الحديث هم الذين امتثلوا أمره - صلى الله عليه وسلم - بالتبليغ عنه لمن بعدهم، وأنفذوا في ذلك أعمارهم، واستفرغوا جهدهم، وبادروا إلى ما رغّب فيه من ذلك الأمر الجسيم، حيث دعا لهم بالنضرة والنعيم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (نضر الله امرءا سمع منا حديثا، فحفظه فبلغه غيره، فرب حامل فقه ليس بفقيه) (٢) وكفاهم هذا الدعاء شرفا، بوأهم الله من الجنة غرفا، ولقّاهم الفوز العظيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار) (٣)

ومعلومة خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع وفيها (ألا ليبلغ


(١) هذا الحديث لا يقل عن الحسن، مع النظر إلى عصر الرواية المعتبر، والناظر في أقوال النقاد في (معان بن رفاعة) يخلص بأن جمهورهم على تقويته، ويكاد يكون الأئمة في جانبه عدا يحي بن معين، لكنه متشدد في الجرح فيكون قوله مرجوحا، مع أقوال الأئمة المماثلين له، والحديث ذكره التبريزي، وعلق عليه الشيخ ناصر الألباني رحمه الله (مشكاة المصابيح ١/ ٨٢ - ٨٣ رقم ٢٤٨).
(٢) أخرجه أبو داود في (٤/ ٦٨ - ٦٩) كتاب العلم، باب (١٠) حديث (٣٦٦٠) والنسائي في الكبرى (٣/ ٤٣١) كتاب العلم، باب (٨) حديث (٥٨٤٧)، والترمذي في (٥/ ٣٣ - ٣٤) كتاب العلم، باب (٧) حديث (٢٦٥٦) وقال: حديث حسن ٥/ ٣٤).
(٣) أخرجه البخاري في (ص ٧١٢) كتاب أحاديث الأنبياء، باب (٥٠) حديث (٣٤٦١) ..

<<  <   >  >>